شكـــوى - عبد العزيز سعود البابطين

يهزُّني الشوقُ والآهاتُ تنفجرُ
وتحتويني همومٌ يومَ ذكراكِ

وتعصِرُ القلبَ آلامٌ مُبرِّحَةٌ
يزيدُها اليأسُ إيلاماً كأشواكِ

وينزوي الصبرُ مَشدوهاً بزاويةٍ
من الفؤادِ دهَتْه أنّةُ الشّاكي

يَلقى أنيني سميعاً كلَّ جارحةٍ
من الأنامِ وغيرِ الإنسِ إلاّكِ

وكلَّما هتفتْ في الليل ساجعةٌ
يحُثُّ شوقي خطاهُ حيثُ ألقاكِ

أطرتِ فكري شَعاعاً والنُّهى شَرَدَتْ
فهل تُعيدُ الحِجا أحلامُ نجواكِ

هي الحياةُ شديداتٌ مَضايقُها
وذروةُ الهمِّ، لا أحظى بلُقياكِ

شدَدْتُ رَحلي لكي أُسدي مُباركةً
لمنزلٍ ودُعائي فيه يَهناكِ

مررتُ والنفسُ تدعوني كعادَتِها
لوقفةٍ قُربَكم تَهنا برؤياكِ

لكنْ صَدَدتُ عن اللُّقيا يُنازُعني
شوقي إليكِ وخوفُ العاذِل الحاكي

أخشى عليكِ نُسَيْماتٍ مُداجيةً
من الوُشاةِ تُعادي صَفوَ دُنياكِ

وأُقنِعُ النفسَ أنْ تنأى مُجانِبَةً
حلوَ اللِّقاءِ فلا تَسعى لمغناكِ

أثوي وحيداً وأحسو الهمَّ مُنهزِماً
وأرتضيه دواءً يومَ ذكراكِ

© 2024 - موقع الشعر