دنـــيـــــــــــــــا - ظافر الحبابي(خوي المطاليق)

يالله يللي تسوق الغيث وخياله
يا خالق ارزاق عبدك يا مقدرها

يا عالم الغيب يللي دوم نلجا له
عنك المخاليق ما تخفي سرايرها

اطلبك طلبة وحيدٍ تايه لحاله
يمشي على طرقةٍ ما هوب خابرها

في لاهب القيض والما ما تهيّا له
يفنا مع ايامه اللي حل عاشرها

لين انطوى في مكانه من ردى حاله
يجثي على ركبته وايده يشمرها

هل الدعا باسطٍ يمناه و شماله
يدعي وعينه تغشّاها عبايرها

طالبك يا واحدٍ ننخاه و نساله
هوّن على النفس بلواها وصبرها

و اغفر لعبدك ذنوبه وادمح زلاله
لاشد من دنيته لادنى مقابرها

يا صاحبي ما شكيت الموت و آجاله
الموت له ساعة محدٍ يوخّرها

شكواي من موقفٍ للقبر واهواله
في حفرةٍ ضيّق الجنبين حافرها

كم سج عنها غشيمٍ خاطره داله
ترقص و تنفخ له الدنيا مزامرها

تغريه بالغنج لا قامت تثنّا له
واغوته ينسى مصيره من تماكرها

يا صاحبي من هقا دنياه تصفا له
يلقا الفواجيع غدرٍ في بشايرها

بوّارةٍ . بالوعود الزور محتاله
تفتن بها اللي تصوّر له مشاعرها

كم ظن ( كسرى ) بها في ملكه وماله
انّه غدا خالدٍ معها يسامرها

وكم ظن ( قيصر ) بها في الحكم ورجاله
انّه بها دون يفنى ما يغادرها

مرّت على الفرس والرومان مختاله
و استاصلت مجد كسراها و قيصرها

الجاهل ان عرّضت له شافت اقباله
والعاقل ان جات في دربه يحاذرها

يا صاحبي سرّها في الناس و اعماله
يقضي على اطباعها والاّ يغيرها

كلٍ تشكّل طبوعه سيرة احواله
و ضروفها والسنين اللي يعاصرها

يا كود ما ورّثو له جدّه و خاله
لو ما يراعي لها لابد يخسرها

كم غافلٍ عن جداها مشغلٍ باله
في دار الاجناب يخفيها وينكرها

وفي القوم عرّاف تدري وين منزاله
تخبر مواريه باطنها وظاهرها

ان قطّب سلوم جدّه طيّبو فاله
واليا نساها ارخصو به لين يذكرها

ويا صاحبي ما تساوا الناس في حاله
معادنٍ تكتشفها في محاضرها

فرقٍ بالافعال برّق لين تصحا له
حتى ولو هي تشابه في مظاهرها

فيهم شجاعٍ تحل الناس في جاله
تونس به عداه عودٍ في مناحرها

و فيهم كريمٍ عثت يمناه في ماله
ومشرّع الباب والنيران يدهرها

وفيهم حكيمٍ تصيد الراي باقواله
في كلمته مرجعٍ للي يفسرها

وفيهم ذليلٍ رضا لعداه بسباله
تاطا مناشيه وانيابه تكسرها

و فيهم بخيلٍ ثنا المغّاط لرياله
وان جاب للضيف دلّه ما يبهرها

وفيهم غشيمٍ تغرّك نكسة عقاله
سوالفه لا هرج ودّك يسكرها

كم شفت من عالمٍ تبنا لها الطاله
وكم شفت من عالمٍ مانيب ذاكرها

آقف على باب هرجي و احكم اقفاله
و اسلم من اللي يقدّمها يوخّرها

© 2024 - موقع الشعر