حصــــــار - أحمد بللو

حصار
 
عصي هو القلب حين الحصار
وحين اكتظاظ المدى بالحراب
فلا تأخذوني من النار،
هل يستوي والوعد والأضرحة ؟
أراهن أن التي واعدتني تجيء
وأن البلاد التي انتخبتني فتاها
تحاول رتق الجروح القديمة
تطلق نجماً بحجم اختماري
وما كان صمتاً
وما كان موتاً
ولكنه البعث كان احتضاري.
عصي
وهذا الرغيف المدمَّى فؤادي
وتلك الطوابير من فقراء القرى والمدائن
ساحات روحي
لهم ما لهذا الهوى من نشيدي
ومن أولات الثمار البهيجة حلو الرطب
أنا الليل يدري
وتدري السجون التي استنزفتني
بأني اقتدار
وأن المسافة بيني
وبين الذين استناموا على الدرب
محض انفصال عن الحلم
والأُغنيات الجدارة
يقول: أعترف
وتهوي السياط
الحديد المحمى
سباب الشوارع
تاريخ أمي الذي لم تعشق
تفر العصافير عن غصن قلبي
وتذهب في الأفق حتى انتشاري
وأعترف الآن
أني انسفحت
وأني اختلطت بما لا يحد
من الورد والخبز والأمنيات
وأني أصبت بما لست أدري.
وقالوا: أموت
وقلت: أحب
ولم يكفها نزف هذا الشهيد
أنا الشعر يدري
وتدري البنات التي استشرفتني
بأني المنادي
وأني المرجح في العاشقين
رحيق هو الفجر في ارخبيلات روحي العفيَّة
وسحر حكايا الصباح الجديد
فهل تستوي الناعيات وروحي ؟
رأيتُ البنات على ضفة الجرح
قلت: البلاد انتشت
فاستعدوا لوقتي
وما كنت وحدي
فألف غزال يعود إلى الدرس بعد الإجازة
وألف حصان يشب عن الطوق هذا الصباح
ألا تسمعون ؟
هتاف العصافير عند الصدام
ونار المشاعل بين أصابع زهر الحدائق
لظى في العروق
دم في الشوارع
ونخل يجيء ليلقي الشهادة
لكل بلاده
وهذي بلادي
ولست المساوم إن قلت قلبي
أو أرتحت حيناً على ركبتيها
أأرخ وقتي بميلاد نجمك تحت المطارق
وأعلن صوتي لفجر يجيء بنار الحرائق
وأنشدك الوردة المستحيل.
لكل بلاده
وهذي بلادك
وكل سيدرك سر التمازج
بين الحبيبة والعاشقين
وكل سيدرك سر اختصار الهوى
في انتفاضة
© 2024 - موقع الشعر