الساعة أربعين - عبدالعزيز العميري

يَاسَلْمى لو دروب الارْض تقْصر ما انتهى المشوار
بعَد بارواحنا باقي مشاوير وْفضا ثاني

تذكَّرتك زمَن كانت بهَ كْبار الذنوب صْغار
عظيم ذْنوبيِ الحبّ الذي كمْ فيك أعماني

كبرْت اكثر منِ اللازم همومي اصبحت اشجار
تعالي قبْل حطَّاب الحياة يْغمَّض اجفاني

قبل ما أربعين العمر تجفل عنها الازهار
وتغدي ساعة الموعد وحيدة تحسب احزاني

أحسّ انِّي ركَضْت البيد مرَّتْني كثير اقمار
تحَت سقْف الظلام اشعلْتنِي والشعْر طفّاني

معَ كلْ غيمةٍ ترحل تسافر خلفها الافكار
يردِّ العمْر دمعة خلْف دمعه تخنقِ لْساني

أهوجس بالرحيل مْنِ الطفولة خايف الاقدار
أشمّ بْكلِّ نسْمة ريح مرَّت فقْد يبغاني

وضعْت الخطوة الاولى أسولف لي عنِ الاصرار
نقلْت الخطوه الاخرى ... سمَعْت الموت بآذاني

صغيرة يالحياة اللي مداها خطوتين قْصار
كبيرٍ يالممات الخطوتين تْوصًّل اكفاني

حزَنْت كْثير دْون اسباب عارفْني غريب اطوار
مزاجي .. منْطوي.. مَذكر عرَفْت بْيوم اقراني

غريبٍ مايشابهْني في هاللحظة سوى مزمار
وحيدٍ من شجَر مقطوع والحانه هيِ الحاني

ضجَر.. ملَّيت اعدًّ الوقْت كنّي ساعةٍ بجْدار
انا كلْ ليلةٍ افتح إلى الغيَّاب بيباني

وشِ الدنيا سوى موعد رحيل يْباغت الاسوار
يجي لك يخْطفَك وانْت بْمنامك غارقٍ ساني

أمانينا يَاسَلْمى انتهت ما جابها المشوار
تدقَّ الاربعين وْمامضى مَا يْردَّ من ثاني !

© 2024 - موقع الشعر