أنثاي

لـ خالد قاسم، ، في غير مُحدد

أنثاي - خالد قاسم

لها جمالٌ غدا يستأسرُ المُقلا
هذي الرموشُ إذا اهتزّتْ عَلَتْ خجلا

دقّتْ على وحدتي والليل منغلقٌ
قالَ الفؤادُ لها مَرحى بمن دخلا

ليلُ الهدوءِ سَرَى في عينها ألقًا
أزداد من سحرها من هدأةٍ وجلا

مِلحُ الدموعِ بلون العين من عسلٍ
يا بسمةً خامرتْ في دمعها العسلا

هذي الجفون على أطرافها تعبٌ
همٌ بها وعليها الحزنُ قد ثَقُلا

في كل عينِ حنان باتَ يحرسها
تُعطي الأمانَ لمن تَحْنانَها سألا

للرمشِ رقصتهُ إنْ يعلُ منحنيًا
كأنّهُ لِشِبَاكِ السحر قد غزلا

وإنْ نظرتَ لها تُسْكنْكَ بسمتُها
بُوّئتَ منزلةً يا سعدَ من نزلا

عينٌ بها ألقٌ , تُغوي بها سهرًا
إنْ أغمضتُ عينها فالنجم قد أفلا

أُنثايَ عنديَ لا أنثى ستشبهها
ما شابهتْ أبدًا في حسنها مثلا

دروبها جَزَرٌ , لا مَدَّ يركلني
رغم الأسى عجبًا قرّرتُ أنْ أصلا

ناجيتُ طيفًا لها في الليلِ طَلّتُهُ
فلو أتى شَفَقًا بدر المنى اكتملا

دروبها زُرعتْ فلًّا لخطوتها
إنْ أقبلتْ رحلتْ , ترحالها عحِلا !

ناءت وفي يدها قلبي تُسيّرهُ
ما كنت أعلم أنّ القلب قد رحلا

زرعتُ عمري لها فلًّا لطلّتها
زهر اللقاءِ على أعتابها ذبُلا

فإنْ مَضَتْ جلستْ في وحدتي شغفًا !
قام الفؤاد لها عرجًا ليحتفلا

جَفَّ اللقاءُ على أمداء فرقتنا
كأنّهُ قد غدا في أمسهِ , اشتعلا

من يأس لوعتيَ الأيامُ باكيةٌ
من ليل ضحكتها عينُ الرجا اكتحلا

أمشي على وصبٍ ما ردّني حَزَني
والقلب مندفعٌ والعقل ما عقلا

أحزاننا جبلٌ بالقلبِ مسكنها
ما عدتُ أقوى على حزنٍ لأحتملا

عصيّةُ الوصلِ لا يبدو لها وصلٌ
كأنّ قفرَ النوى من وصلها اغتسلا !!

جرحان في جسدٍ والصمت ثالثهم
جرحٌ بجرحٍ وهل جرحُ الهوى اندملا؟

الشوق ترسلهُ من عينها ألمًا
كم أرسلتْ عينها في وحدتي رسلا

© 2024 - موقع الشعر