ويأتي الليل - خالد قاسم

أبيتُ الليلَ مغتّمًا حزينا
وأذرفُ بالأسى دمعًا سخينا

فبي حزنٌ بما قد حلَّ فينا
وما يجري بأرض المسلمينا

أنا ما قلتُ للأحزان هيئي
وقد قلتُ استريحي أو دعينا

لنا أفراحُ صبحٍ ما أتتنا
ببطنِ الليل ما زالت جنينا

فإنْ زُرعتْ بأرض الحلم يأسًا
سيبقى حلمنا دومًا يقينا

وإنْ كثرتْ ذنوبٌ في مدانا
تذكِّرنا دموعُ التائبينا

لنا بغداد تصطبح المآسي
لنا قدسٌ بليلِ المارقينا

إذا قالت جنودُ الله هيّا
فقالت أرضنا : هيا اتبعينا

وفوق الوجه مُفتتحُ الحكايا
ويبقى القدس مُسْتلَبًا رهينا؟

ورامَ اللهِ فيها كلِّ حبي
وأدعو الله أن يبقى أمينا

لقد صدئت سيوف الحق صمتًا
فنادت يا مدائن أشعلينا

لنا أعلامُ نصرٍ, لا نعادي
بأيدي الحبِّ دومًا رافعينا

إذا قمنا نغادي الحقَّ زورًا
سنغرقُ في دياجي الغارقينا

لماذا إنْ سؤلنا عن سكوتٍ
جعلنا سُدّةَ التطبيعِ دينا

على أعدائنا نزجي حنانًا !
قد اشتدّتْ قساوتنا حنينا !

إذا جثَّ العدو لنا وصالًا
مددنا كفّنا قهرًا ولينا !!

أرانا اليوم في الظلماتِ نهوِي
وكناَّ في سماهم ساطعينا

فإنْ وضعوا بأيدينا نجومًا
سيبقى عزّنا ماءً وطينا

ولي عينانِ , عينٌ في سهادٍ
وعينٌ في مآقي الساهرينا

متى ياربُّ تزهرُ أمنياتي
وأزرع أرضنا نخلًا وتينا

© 2024 - موقع الشعر