قد كنت انتِ

لـ جمانه شبانه، ، في الرثاء

قد كنت انتِ - جمانه شبانه

قد كنتِ نجماً بالسما كَوناً فصرتِ
حتى قلوب الناس في عمقٍ سقطتِ

ولكي أراكِ أُغمض الجفن الذي
مسحتْ يداكِ من ملوحتهِ وذقتِ

فأعيش أذكرُ ما أرى في جعبتي
وكأنكِ في لحظةٍ فيها سُجنتِ

فأراكِ حيناً تغرسين بوردةٍ
وارى كثيراً من ثمارٍ قد غرستِ

وأراكِ دوماً تسعدين لأجلنا
وعتابُ قولكِ في مداراةٍ كظمتِ

وسردتِ أغنيةَ المنام وما إذا
ذابتْ عيونكِ من مجاراتي فنمتِ

أغفو بليلٍ زارهُ الدفء إذا
غطتْ يداكِ الجسم من سهرٍ وقمتِ

واراكِ حيناً في حوارٍ شدَّني
وإذا ذكرتِ الابن في خوفٍ شردتِ

وصباحَ ذاك اليومَ قمتُ وما أرى
وجهاً مليئا ً بالحياة وليتَ دُمتِ

حقاً رحلتِ من الحياة بقية ٌ!!
ولحقتِ ركب السابقين له وغبتِ؟

وفتحتُ جفني حينها فالحلم زال
ورأيتُ دونكِ ما الحياة إذا سلمتِ

فيكِ العزيزةُ و الكريمة ُوالغلى
أنتِ الحنان ونبعُه الصافي وكنتِ

أماهُ إنْ غبتِ هناك من الردى
طردَ الفؤادُ بجمعِهِ وبقيتِ أنتِ

أماه ُ حقاً قد قطعتِ من الفؤاد
والله اسأل رحمة ً فيها نعمتِ

خوفٌ أنينٌ لفهُ حزنٌ وضَيمْ
بَردٌ وعيدٌ كلهُ حين ابتعدتِ

شوقٌ حنينٌ للزمان بما مضى
وفداكِ روحي حينها أوَما علمتِ

ولمّا اشتدَّ مني الغيظ من هذي الدنا
أطرقتُ اسمع ما الحلول إذا نطقتِ

فسمعتُ صوتكِ نفسَهُ بصدىً بعيدْ
وسمعتكِ الصبرَ الجميلَ به وقلتِ:

إنَّ السعادةَ في ابتسامكَ يا بني
فاللهُ عبداً لا يُضيّعُ قد صدقتِ

ما عاد يجدي الحزن والماضي لنا
ما عاد يجدي اليوم حقاً إنْ دُفنتِ

أرجو الجنان لك مكاناً للقا
خلفاً لابنٍ صالحٍ خيراً عملتِ

© 2024 - موقع الشعر