التي رَأيْتُ بِيَثْرِبَ

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

التي رَأيْتُ بِيَثْرِبَ - محمد الزهراوي

الّتي..
رَأيْتُ بِيَثْرِبَ.
 
ها الجَمالُ
ياغافِلاً تَجلّى..
خَطْوُها مُتّزِنٌ!
وَلا أدْري..
يا الْحَيارى
إلى أيْنَ أوْ
عَلى أيِّ أرْضٍ
تَقَرُّ أوْ تَرْسو
بِأيِّ الْمَرافِئِ.
بَيْضاءُ مِنْ
غَيْرِ سوءٍ..
تَحْتَلُّ الْجِسْمَ
والرّوحَ وهِيَ
أساسُ الرّوحِ
مِثْلَما..
أنا موقِنٌ.
الرّيحُ مِنْ
آلائِها تمْتَحُ
أغانِيَها ومِنْ
أحْزانِها تنْحَتُ
ألْحانَها الفَيْحاءَ.
لمْ يَقِفْ عَلى
حَقيقَتِها أحَدٌ
وبَيْضاءُ تَماماً.
امْرَأةُ الْكَوْنِ
الْغائِبَةُ الْحاضِرَةُ
هذِهِ بالِغَةُ
السِّحْرِ..
بِقَوامِ رُمْحٍ.
امْرَأَةٌ بورٌ ولَها
مَذاقُ جَميعِ الْخُمورِ.
هِيَ الّتي رَأَيْتُ فِي
السّوقِ بِيَثْرِبَ..
ذاتَ حَجَّةٍ وظَنَنْتُ
أنَها لِيَ وَحْدي..
قَبْلَ أنْ تَخْتَفِيَ!
وَأنا الماجِنُ..
مَعَ هذهِ
التّائِهَةِ المخْمورَةِ
أشْتَهي الْمَوْت.
وأُحِبُّ مَعَها
جَميعَ الْكَبائِرِ.
كمْ ناديْتُ..
أبُثُّها شكْوايَ
وَلا تسْمَعُني..
فَهَلْ ثَمّ سِوايَ؟
رائِعٌ مَعَها النّهْبُ.
هِيَ فِي ذُرْوَةِ
السُّكْرِ وَأثْناءَ
الصّلاةِ تَقودُ رُبّما
إلى الْفُجورِ.
هِيَ أنْجُمُ
الأقاصي وَالشّقاءُ
في الحُقولِ..
النّوافِذُ المُضيئَةُ
فِي الْمُدُنِ وَأنا
بِها أتَعَذّبُ.
وكَوْنُها كغانِيّةٍ
وَإرْهابِيّةٍ تُحَرِّضُ
جوعِيَ بِحِشْمَةٍ
وَحُبٍّ إِلهِيٍّ إلى
أجْسادِ النِّساءِ.
وَأنا إلَى مَكانٍ
آخَرَ مِنْها أنْظُرُ
كَما يفْعَل في
السّوقِ مُتَبَضِّعٌ
أوْ تاجِرُ..
رَقيقٍ خَبير؟
أوْ كأنّما..
هِيَ موْكِبُ
العَرائِسِ الجَميلات.
وآهٍ لَوْ..
أزالَتِ الْحِجابَ
وَكلّمتْني؟
© 2024 - موقع الشعر