عفوا ً أجبني - جمانه شبانه

عفواً أجبني دونَ أنْ تُبدي العتابْ
فالحرُّ أنتَ فلا تُغالي بالجوابْ

أنسيتَ فرضاً للصلاةِ ولم تقمْ
للهِ طَوعاً مثلَ ما جئتَ الصِحابْ

وتكونُ أنتَ غنيُّ قومِكَ لا ترى
مسكينَ تُعطيهِ الطعامَ أو الشرابْ

وتصومُ في رمضانَ ثمَّ تَحُفَّهُ
آفاتِ ما جادَ اللسانُ منَ السِبابْ

وتريدُ غَسْلاً للذنوبِ بعُمرَةٍ
وتعودُ فوراً بعدَها عندَ الإيابْ

تُبدي لحالِ المسلمينَ تهاوناً
وشِعابُهمْ مَلَّتْ منَ الظلمِ الخرابْ

ومضى ليومِكَ وقتَهُ لا تكتفي
منْ متعةِ الدنيا ودينُك في غيابْ

وتقولُ قولاً لستَ فاعِلَهُ إذا
جَدَّ الحديثُ ولا تبالي بالخطابْ

وتسيرُ لا تنهى ولا تأمُرْ إذا
أمراً شَهِدتَ وقدْ رأيتُ لكَ الثوابْ

وتنامُ عن ذكرِ الإلهِ تكبُّراً
بالذنبِ نفسُكَ ما لها غيرُ المتابْ

وتريدُ هجراً للكتابِ وانَّهُ
بالخيرِ جاءَ بوَحيهِ هذا الكتابْ

وتمُدَّ عينَكَ للعيوبِ وإنها
عيبٌ تقولُ: فنحنُ ما زلنا شبابْ

أينَ الشبابُ وأينَ مالُك والصِحابْ
إنْ سَدَّ وجهَكَ حينها بعضُ الترابْ

آللهَ غيرَهُ تستعينُ وتستجيرْ
كيفَ الملاذ ُ لغيرِهِ يومَ الحسابْ؟

فاعلمْ بأنَّ اللهَ يغفرُ ما مضى
فاتركْ متاعَكَ والتجىء نحوَ الصوابْ

اللهُ حقاً للعبادِ لهمْ رحيمْ
لكنْ شديدٌ إنْ قضى هذا العقابْ

© 2024 - موقع الشعر