هوامش على كتاب مفقود - محمد الاسدي

(1)
تركناك خلف الشواطئِ
 
حين أتى الجرحُ يشكو بناديك فاقةْ
 
فكنت وكنّا بسرِّ المنافي ؛
 
كريم أضاع بليلٍ نياقه
 
* * *
 
(2)
مع الفجرِ في كلّ يوم
 
أهيمُ لأبحث عنك وراء القلوعِ
 
وبالأمسِ حين رجعتُ رأيتكَ
 
- سرّاً – تنام هنا في ضلوعي
 
* * *
 
(3)
لغابة نخلكَ تهوي الطيورُ
 
فما بال ذئبكَ مدّ الشباكْ
 
وغلّق أبوابهُ فطيوركَ
 
صارت تمنّى الردى لتراكْ
 
* * *
 
(4)
تزورك تلك الغيومُ
 
وتومئ نحوي لأتبعها.. والكواكبْ
 
بلى سأعودُ
 
ومن غرفتي – في الصباح –
 
أزيل خيوط العناكبْ
 
* * *
 
(5)
محارة جرحكَ
 
قد عبّؤوها برمل ٍ ليطفئها
 
لا تبالِ
 
فكلّ دموعِ
 
الذين وراء ثيابك ناموا
 
ستغدو لآلي
 
* * *
 
(6)
بشبّاك جرحي رأيت النجومَ
 
تحطّ بحقلك تبني عريشا
 
فما بالها انطفأت في الضبابِ
 
وصارت على عاتق الريحِ ريشا
 
* * *
 
(7)
وكنت تحدّثنا عن رجالٍ أشدّاءَ
 
ناموا بغمدٍ أبيّْ
 
وحين سألناك :
 
(أين يكون الشهيدُ)؟
 
سكتَّ
 
فمرّ النبيّْ
 
* * *
 
(8)
فحتّى الذين يقولون إنّهم من بنيكَ
 
لكي يرثوكْ
 
تضمّهم بذراعيك حبّاً
 
فكيف نضيع ونحن بنوكْ ؟!
 
* * *
 
(9)
لقد كنتَ تطعم كلَّ جياع الزقاقِ
 
بكفّك تمراً ونارُكْ
 
لمن ضاع موقدةٌ
 
فلماذا يجوع بك اليوم صمتا
 
صغاركْ ؟!
 
* * *
 
(10)
سأهجر ذلَّ الموائدِ
 
حسب دمي تمرةٌ
 
من ضفافكَ ، حلوةْ
 
وأهجر كلَّ الكؤوسِ
 
لأشرب من كحل عينيكَ فنجان قهوةْ
 
 
 
1999م
© 2024 - موقع الشعر