في غرور المطامع - أبو العتاهية

حتى متى يستفزّني الطمعُ
أليس لي بالكفاف متّسعُ

ما أفضل الصبرَ والقناعة
للناس جميعاً لو أنهم قنعوا

واخدعَ الليل والنهار لأقوامٍ
أراهم في الغيّ قد رتعوا

أمّا المنايا فغير غافلةٍ
لكل حيّ من كأسها جُزَعُ

أيّ لبيب تصفو الحياة لهُ
والموت وِردٌ له ومنتجعُ

يا نفس ما لي أراك آمنة
حيث يكون الروعات والفزعُ

ما عُدّ للناس في تصرّف
حالاتهم من حوادثٍ تقعُ

لقد حلبت الزمان أشطُرهُ
فكان فيهنَّ الصاب والسلَعُ

ما لي بما قد أتى به فَرِحٌ
ولا على ما ولّى به جزعُ

للهِ دَرّ الدنى لقد لعبت
قبلي بقومٍ فما ترى صنعوا

بادوا ووفّتهم الأهلَة ما
كان لهم والأيام والجمعُ

أثروا فلم يدخلوا قبورهم
شيئاً من الثروة التي جمعوا

وكان ما قدّموا لأنفسهم
أعظم نفعاً من الذي ودعوا

غداً ينادى من القبور إلى
هول حساب عليه يُجمعُ

غداً توفّى النفوس ما كسبت
ويحصد الزارعون ما زرعوا

تبارك الله كيف قد لعبت
بالناس هذي الأهواءُ والبدعُ

شتّت حبُّ الدنى جماعتهم
فيها فقد أصبحوا وهم شيعُ

© 2024 - موقع الشعر