شامخاً يمضي إلى اللهِ الشّهيدُ - سعد عطية الغامدي

شامخاً يمضي إلى اللهِ الشّهيدُ
باذِخاً فالكونُ أفراح’‘ وعيد

نال مجداً كمْ تمنّاه على
أملٍ يُبديءُ فيه ويُعيد

باءَ بالحُسنى التي تاقَ لها
وتبوءُ اليومَ بالعارِ يهود

يبتغيْ الحرُّ بقتلٍ عزةً
وتذوقُ الموتَ بالذلِّ عبيد

ليس يَثنيه عن الحقِّ وقد
بانَ .. تهديد’‘، ويُقصيه وعيد

بل يسوقُ الروحَ لا يُمسكها
ويقيمُ النّصرَ مِنْها ويشيد

حملَ الرايةَ من ياسينَ في
وثبةٍ يسمو بها رأي’‘ سديد

رايةً يدركُ ماذا تحتَها
رايةً فيها إلى الحتفِ ورود

لم ينمْ عنها .. ولا يشغلُه
قادة’‘ عن ساحةِ المجد قعود

إنّه فارسها الشّهمُ الذ
برّ بالعهد وكم تُنسى عهود

إنه عبد العزيز انطلقتْ
شُهب’‘ تغشاه وانهلّت رعود

لم يلنْ للبطشِ والبطشُ له
ألفُ عينٍ كالشياطين تصيد

كان طوداً شامخاً تعنو له
مثلما تعنو إلى السحب البنود

سابقاً في كلِّ ميدانٍ وهل
يستوي العالِم ، والفدم البليد؟!

هو في الجامعة الفكرُ الذي
تنهلُ الأجيالُ منه ما يفيد

هو في الطبِّ وفي كيميائهِ
حاذق’‘ يرنو له الأفق البعيد

هو في الشِّعر جَنان’‘ مرهف’‘
وبيان’‘ ليس عن حقٍّ يحيد

هو في الأصحابِ ظل’‘ وارف’‘
وعلى الأعداءِ إن جاروا عنيد

وإذا نادى جهاد’‘ أشرقتْ
منه أشواق’‘ وآفاق’‘ وبيد

كان أدنى من صدى يُرجعها
وقريباً من قضاءٍ أو يزيد

لم تنلْ منه صنوف’‘ من أذى
إنما المكبوتُ من بات يكيد

كان فرداً فيه جيل’‘ كامل’‘
إنه جيلُ من الحسنِ فريد

أيقظ الآمالَ في المنفىا لدىا
إخوةٍ يحدوهمُ الفجرُ السعيد

مِنْ على مرجِ الزّهور انطلقتْ
عزمات’‘ صاغها بأس’‘ حديد

أسمعَ الدنيا .. ومَنْ يُسمِعها؟
كلماتٍ هنّ للمجد وقود

قال قولاً هو للفعل يد’‘
وفؤاد’‘ .. إننا سوف نعود

ومن الزنزانةِ المجدُ انبرىا
وقد اشتاقتْ لذي الحظّ الجدود

لازم الشّيخَ وفي صُحبته
عبرة’‘ يُدركها الفذُّ الرشيد

فترى ياسينَ من زنزانةٍ
يوقِظ الهمّةَ تعلو وتسود

وترى عبد العزيز انطلقتْ
مَعه في ساحةِ الفتحِ حشود

أسدانِ اجتمعا وانطلقا
في جهادٍ والملايين شهود

ولئن باتا شهيدين فقد
أنْجَزا ، والحرّ للحق يعود

ثم يمضي فارس’‘ من فارسٍ
نسب’‘ يحفظه الأصلُ التليد

نسبُ الإيمان لا يقطعُه
طمع’‘ قام ! ولا تُغري وعود

كلّما اشتاقتْ لخيرٍ مهجة’‘
بذلت خيراً .. فلم يبَق كنود

هذه حال’‘ متى فازتْ بها
أمة’‘ دان لها هذا الوجود

* * *
قلْ لإسرائيل أو من خَلفها

قوةُ البغي ستفنى وتبيد
وسيُعلي الله قوماً جاهدوا

فيهِ لا تُرهبهم هذي الجنود
غايةُ المسلم إما موقف’‘

هو نصر’‘ ، أو إلى الله شهيد
© 2024 - موقع الشعر