الأزرق الجميل - سليمان المشيني

لأزرقِنا الجميلِ .. الشِّعرُ غنّى
وتاهَ المجدُ والتاريخُ أثنى

وأنشدَ باسمِهِ الشُّعَرا قَريضا
غزا الأسماعَ في معنى ومبنى

ربوعٌ للربيعِ بها مُقامٌ
يزيدُ بهاءَها سحراً وحُسْنا

فأنّى سرْتَ أزهارٌ ووردٌ
وأنّى رُحْتَ تلقى وجْهَ حَسْنا

وآثارٌ تحدّثُ عن عَلاءٍ
ومجدٍ شادَهُ صَحْبُ المثنّى

رجالَ الأزرقِ الغالي ليوثٌ
إذا ما قيلَ أينَ الأُسْدُ أينا

حُداؤُهُمُ البنادقُ مُشْرَعاتٌ
يُفرِِّغْنَ الرّصاصَ تقولُ مُزْنا

إذا ما زرْتَ أرْبُعَهُم تبدَّتْ
أشاوسُ والرّماحُ قد ارتفعنا

فمِلْءُ العينِ والآفاقِ نُجْبٌ
تُغطّي خيلُها سهلاً وحَزْنا

وَلَمْعُ شِفارِهِمْ وَمُثارُ نَقْعٍ
علا فوق البيارقِ فاحْتجَبْنا

وصيحاتُ الأباةِ مدوِّياتٌ
نعيشُ فداءَ أرْدُننا ونفْنى

كأنّ الثورةَ الكبرى تراءتْ
يحطّمُ جنْدُها للخَصْمِ حصنا

وأمّتُنا تزغرد بابتهاجٍ
زغاريدَ العُلى أنّا نهضْنا

رموزَ الثورةِ الكبرى سلامٌ
لكمْ يا سادتي القاماتُ تُحْنى

صنعتُمْ أيَّ تاريخٍ مَجيدٍ
أعاد الماضيَ الزّاهيْ إلينا

بأظلالِ الحسينِ أبي عليٍّ
تحرَّرَ موطنُ العَرْبا وسُدْنا

لإنقاذِ العروبةِ من قيودٍ
تقدّمَ لم يُقِمْ للموتِ وزْنا

ترابُكَ أردُنَ الأبطالِ تِبْرٌ
تعطَّرَ بالدِّما حفْظاً وصَوْنا

فقد كنّا اللظى في وجهِ غازٍ
ندمّرُهُ إذا ما الحرْبَ شَنّا

فما لانتْ بمعركةٍ قنانا
ولا في وجهِ طاغيةٍ جَبُنّا

فِداكَ فِدى تُرابِكَ يا حِمانا
شموسٌ نورُها يمحو الدُّجُنّا

ستبقى ما حَييتَ عرينَ عِزٍّ
تُشيِّدُ نهضةً وتصونُ أَمْنا

© 2024 - موقع الشعر