المجدُ والخلودُ لغزّةَ الشهداء - سليمان المشيني

إخْلَعْ نَعْلَيْكْ
فرمال الأرضِ مقدّسةٌ
بسناءِ الخُلْدِ مُطَهّرةٌ
بِدَمِ الأبْطالِ مُعَطَّرةٌ
 
*******
 
وشهيدٌ مُتَّشِحٌ بالنّورْ ... مقيمٌ عند البوّابهْ
يحرسها في يُمْناه السيفْ
فَيَبُثُّ بقلبِ الظلمِ الخوفْ
وصفوف الشّهدا تتوالى ... ورواء الجنّةِ يتلالا
من خير جِباهٍ ما ذَلّتْ ... هَزِئَت بالموتِ وما ولّتْ
 
*******
 
إخْلَعْ نَعْلَيْكْ
فالأرضُ رياضٌ من أزهارْ
نبتَتْ وَنَمَتْ بِدَمٍ فوّارْ
كالنّهرِ .. تدفَّقَ منْ أحرارْ
 
*******
 
ونساءٌ وشيوخٌ وصِغارْ ... سَخِروا بِسِياطِ الهمجيّهْ
ضحَّوْا ليَشيدوا الحريّهْ
سقطوا صرعى بيدِ الغدْرِ
لترفرفَ راياتِ النّصرِ
ويصوغوا صَرْحاً من فخْرِ ... يفترُّ لهُ ثغْرُ الدَّهْرِ
 
*******
 
إخْلَعْ نَعْلَيْكْ
فرياحُ الجنّةِ حيثُ تسيرْ
والسّاحُ تُدوّي بالتكبيرْ
وبيوتٌ أقْباسٌ من نورْ
وملائكةٌ حول الأسوارِ تدورْ
تتوعّدُ مَنْ ظَلَموا بفناءٍ وثُبورْ
 
*******
 
ونفوسٌ ظَمْأى لِجِهادِ
وهُتافٌ بالحقِّ يناديْ
وصمودٌ يهزأ بالحتْفِ
وَمَضاءٌ جَلَّ عن الوصْفِ
لِتُخَلِّدَ مُثُلَ الإنسانِ ... بِمِدادٍ مِنْ نهْرٍ قانِ
 
*******
 
يا غزّةُ في الأفُقِ الشّرقيْ
طَيْفٌ أخّاذُ السِّحْرِ نقيْ
عذراءُ بأبْرادٍ حَمْراءْ
وعلى مَفْرِقِها تاجُ ضِياءْ
يا غزّةُ .. تلك الحريّهْ
قَدِمَتْ تخْتالُ بثوبِ المجدْ
لِتَحُلَّ بِأرْضِكِ أرضِ الخُلْدْ
وتُعَمِّرَ بيتاً مِنْ نَخْلِ ... مُتَفَيِّأةً أنْدى ظِلِّ
© 2024 - موقع الشعر