وداع

لـ إيليا أبو ماضي، ، بواسطة غادة العلوي، في غير مُحدد

وداع - إيليا أبو ماضي

ذهب الربيع ففي الخمائل وحشة
مثل الكآبة من فراقك فينا

لو دمت لم تحزن عليه قلوبنا
و لئن أضعنا الورد و النّسرينا

فلقد وجدنا في خلالك زهرة
المفترّ و الماء الذي يروينا

و نسيمة السّاري كأنفاس الرّضى
و شعاعه يغشى المروج فتونا

حزت المحاسن في الربيع و فقته
إذ ليس عندك عوسج يدمينا

***
يا أشهرا مرّت سراعا كالمنى

لو أستطيع جعلتكنّ سنينا
و أمرت أن يقف الزمان عن السّرى

كيلا نمرّ بساعة تبكينا
و نمدّ أيدينا فترجع لم تصب

و تعود فوق قوبنا أيدينا
خوفا عليها أن تساقط حسرة

أو أن تفيض لواعجا و شجونا
قد كنت خلت الدّهر حطّم قوسه

حتّى رأيت سهامه تصمينا
فكأنّما قد ساءه و أمضّه

أنّا تمتّعنا بقربك حينا
© 2024 - موقع الشعر