أغصان الليل عليك - محمد الفيتوري

مطر ذهبي يهبط أبراجاً وقبابا
في غابات الشمس..
وخيل جامحة تتزاحم تحت صهيل الريح
وبعض من أوراقك في شجر الأيام
وحائط صلبان متعانة، وشموع ضريح
فأذهب منفى الدم والأسطورة...
لا تغمض عينيك على عينيك سدى
وأجعل من حلمك حين ينام العالم
مركبة من أنغام وعطور
وأنزع قلبك مما ينزع قلبك...
مثل نبي لحظة أشعله التاريخ
تجسد في رؤيا البشرية جوهرة زرقاء
ودائرة من نور!
وتشكل في الأسماء، وفي الأصوات، وفي الألوان
الأسود يذبل محموماً في الأبيض
والياقوت الأحمر، يغرق في الياقوت الأصفر
(والضدان المضطجعان
على حجر الأبدية
يلتحمان، وينفصلان
وينحدران، ويرتطمان
ويستويان!)
***
في الداخل...
خلف البوابات الصماء المرصودة
حول نواميس العالم
تتأنق مأساة العالم
وتغيم سماء الله الأعظم خلف البوابات
وتموت الشمس، وتولد الأطفال الظلمات
ولهذا سوف تظل تعانق لعنتها
وتقاتل أنفسها الأموات...
***
لو أدرك إنسان الغابات الراكض
عبر حدائقه الوحشية فوق خيول الوقت
معنى الزمن الآتي
لتهدم مبغوتاً...
ولأبصر خوذته الملكية غارقة في نهر الموت
***
خانت بعض الكلمات وبعض الإيماءات
وها هي ذي تتمايل راعشة
أغصان الليل عليك...
وأنت بلا درب.. وبلا صاحب
يا ويح جنونك...
أين تعلق صورة شعرك
في زمن المجد الكاذب!
© 2024 - موقع الشعر