هزلت - مانع سعيد العتيبه

هزلت ، وما عهدي بليلى تهزل
وإلى سفوح الجاهلية تنزل

كنت المتيم في هواها والهوى
ما زال يعطيها السمو ويجزل

وقصائدي كانت جناحيها إلى
آفاق أمجادي بها تتنقل

بجمالها أبدعت ألف قصيدة
في سفر شعر الخالدين تسجل

ما صدقت عيناي غير بريقها
حتى وإن جمع الغواني محفل

هي وحدها كانت خميلة خافقي
والشعر في تلك الخميلة بلبل

حتى هوت ونأى الهوى عن دارها
ما للهوى في أرض غدر منزل

وتحولت عني إلى غيري وهل
سيسامح الله الذي يتحول

ليلى الوفاء والالتزام أم انني
حملتها فوق الذي تتحمل

ورسمتها من وهم شعري لوحة
فيها خبايا كشفها لا يسهل

فعلام لم تحفظ عهود محبتي
وهي الثبات وما لها تتزلزل

مسكينة طعن الوشاة فؤادها
وأزاغ عينيها النفاق المذهل

لكن وإن تبعت حبيبا ثانيا
هل ينكر العشاق أني الأول ؟

هزلت وأصبح للسفوح فضائل
والقانعون بأمن سفح أفضل

والمجد للراضي بحكم زمانه
و ولاؤه متغير متبلبل

أما العصاة الثابتون على الهوى
فجزاؤهم في شرعنا أن يسحلوا

ليلى أشاعت أن قيسا لم يزل
بين الطلول وحولها يتجول

لكنها لا تستطيع لقاءه
ما دام مجنونا بها لا يعقل

فمن الذي يدري إذا اجتمعت به
ماذا يقول لها وماذا يفعل

هي ليس تجهل أن رفعة شأنها
عند القبيلة شعره المتغزل

لولاه ما عرف الأنام جمالها
وبأنها بين الغواني الأجمل

لولاه ما ابتسم الطموح لوجهها
ولما أضاء على خطاها مشعل

فعلام تزعم أن في أشعاره
خدش الحياء أفي الهوى ما يخجل

هزلت وبدلت الأفاعي جلدها
لكن نقع السم لا يتبدل

ما قبلت أقدام من وثقوا بها
بل أفرغت فيها سموما تقتل

طبع الأفاعي هكذا وحماقة
منح الوداد لحية تتسلل

اليوم أعلن موت ليلى راحلا
عن حيها والوحي عني يرحل

لا شعر بعد اليوم يتبع خطوها
أو أدمع في بابها تتذلل

أرثي لكم ليلى لآخر مرة
ومن الهوى وعهوده أتحلل

كانت وكنت بحب ليلى فارسا
أوما رأيتم فارس يترجل ؟

© 2024 - موقع الشعر