نكبة الرافــــــــــــدين - إبراهيم مشارة

بني بغداد زيدوها ضراما
فما أنتم تهابون الحماما

لكم في الأرض ألف و ألف فادي
إذا قحطان ما رعت الذماما!

دهيت بأرض بابل و هي مهد
لكل حضارة صارت ركاما

فيا " نيرون " مهلا لا تخادع
بنو صهيون من رام احتداما

سل التاريخ من شاد البروجا
وسن لنا الشريعة والنظاما

ونورا شع من بغداد علما
بنو العباس من دحر الظلاما

فكيف تهون سيدة المعالي
وعمران لها أضحى رغاما؟

وتزرع في حنايا كل طفل
كوابيس وما بلغ الفطاما

وما رعت الحضارة حق طفل
وقبلا عاش لم يجد الطعاما!

أأطفال الحصار لم التجني
عليكم هل تعاطيتم أثاما؟

تباركتم زهورا ذاويات
تحشرج طيلة اثني عشرعاما

أتوكم بالقنابل نازلات
عناقيدا تشظيكم رماما

أكل الحقد صب على صغار
ملائكة أحالوهم عظاما؟

خذوا سفر البلا عنهم عظيما
فهم مليون " أيوب " تسامى

تهشمت الحواضر والبوادي
وكل صارللوحش النعاما

ولو أني ملكت الاقتدارا
مسختهم بلا أسف هواما

ولكن في دمشق أرى رجالا
غساسنة غطارفة كراما

إذا ضيم الفرات و غيل يوما
أبي بردى و قد سل الحساما

سلام آل جفنة إنكم من
تباشير الألى نسلوا عظاما

أورقاء الضحى طيري سراعا
إلى بغداد و اقريها السلاما

لئن شط المزار فانني من
مصاب الرافدين أزد سقاما

تسربلت الأسى والعين واد
وإني كالهنود نوت صياما

إلي أن تنجلي بلوى عراق
ويطوى الجرح برءا والتئاما

إذا دحرت فلول الوحش دحرا
ووجه البابلي غدا ابتساما

أتيتك ياعراق أعيش نصرا
أرادته الأعاريب انهزاما

أحييكم أباة الضيم شعبا
أبيا و اقبلوا مني السلاما

© 2024 - موقع الشعر