وبَعُدْنا يا حُبِّي الأوْحَد - عبدالعزيز جويدة

(1)
تَرْحالُكِ شَيءٌ يَتَجَدَّدْ
ولِقانا شَمسٌ غائبةٌ
في رَحْمِ الغَيبِ ولَمْ تُولَدْ
أنا قَلبي مَوْقِدُ أحزانٍ
ودُموعُكِ زَيْتٌ تَسكُبُهُ ..
عيناكِ على نارِ المَوْقِدْ
قد عِشتُ أخافُ أُوَدِّعُكِ
أو يوَمًا حُلمي يَتَبدَّدْ
وبِرَغمِ الخوفِ تَفَرَّقْنا
ورَحَلْتُ أيا حُبي الأوحَدْ
مازِلتِ حَريقًا في قلبي
حُبًا ومَشاعِرَ تَتوقَّدْ
لِمَ لا تَبقينَ وأنتِ العُمرُ
وحُبٌّ في قلبي غَرَّدْ
يا أعظمَ حبٍّ أعطاني
قلبي وهَواكِ على مَوْعِدْ
فَدَعيني في الحُبِّ نَبيًّا
بِرِحابِ عُيونِكِ يَتَعبَّدْ
***
تَرحالُك ضَيَّعَ أيَّامِي
إن ضَاعَ العُمرُ فَهلْ يَرجِعْ ؟
أنا أسألُ نَفسي أحيانًا
مَنْ فينا ضَاعَ ، ومَنْ ضَيَّعْ ؟
أنا بَعدَكِ حُلمٌ مَجروحٌ
أنا نَهرٌ تاهَ عَنِ المَنبعْ
سُفُني في عَينِكِ راحلَةٌ
تَنتظرُ وَداعَكِ
كي تُقلِعْ
مازلتُ أخافُ أُوَدِّعُكِ
وأخافُ عُيوني
أنْ تَدْمَعْ
قد يُطفئُ دَمعي نِيرانًا
تأكُلُ في القلبِ وفي الأضْلُعْ
أو يَغرَقُ طيفُكِ في دَمعي
أخشى إنْ راحَ
فلا يَرجِعْ
(3)
تَرحالُكِ شيءٌ يَتجدَّدْ
ولقاؤكِ حُلمٌ أرصُدُهُ
في أٌفْق تاهَ عنِ المَرصَدْ
يا وجهًا يَسكنُ في قلبي
يا ألفَ حِصارٍ في دَربي
أنتِ الأيامُ بأجمَعِها
أجملُ أُغنِيَةٍ أسمَعُها
وحديقة ُحُبٍّ أزرعُها ..
بمَشاعِرِ شَوقٍ
تَتولَّدْ
قد نَرحلُ يا عُمري الأوحدْ
أو نُصبحُ في يومٍ أبعَدْ
لكني مازِلتُ أُؤكِّدْ
إنْ نَفَدَتْ أنهارُ الدنيا
حبِّي أنهارٌ لا تَنْفَدْ
© 2024 - موقع الشعر