نِعمتِ الأخت وبئس الإخوة! (كانت أسرة سعيدة هانئة ، يُضرب بها المثل بين الأسر في الصفاء والنقاء! وعندما مات الأب خلف تركة هي عقارات وأراضي! فإذا بالأبناء الذكور يساومون أختهم ويُخيرونها بين أخوّتهم أو إرثها في أبيها! فحاولت إثناءهم عن هذا المبدأ الخبيث الملعون الذي يغير معالم الحق والحقيقة. وقالتها لهم بكل صراحة: هل كان هذا الأب أباكم وحدكم ، ولم يكن لي بأب؟! كيف لا أرثُ فيه وآخذ حقي في تركته؟! إنني قادرة على مقاضاتكم وتوكيل أحد المحامين ، وسوف يأتيني حقي كاملاً مكملاً! ورغم ذلك كله لم يرتدع هؤلاء الإخوة! فلا وازع من دين وتقوى ، ولا خوف من الله تعالى! ولمّا لم تجد جدوى معهم ، سلمتْ أمرها لله تعالى وقالت: أختار إخوتي في الدنيا جمعاً للشمل فقط ، وحسابنا عند الله يوم القيامة! فلم تهزهم هذه الكلمات التي تهز الجبال الرواسي! فكانت بذلك عندي نعمتِ الأخت ، وكانوا بذلك عندي بئس الإخوة! إن المبدأ لا يتجزأ! وكون الأخ أو الأخت ينصاعُ لقرار إخوته الجائر في حقه بهدف الإبقاء على الأخوة والمودة لا يغير من كونهم ظالمين ومتجاوزين لحدود الله! ونسأل الله العافية والسلامة! فلقد عشنا في زمان يعمَد بعض الإخوة

© 2024 - موقع الشعر