رضيعــة الحاويـــة! (رُزق ذلك الأب بابنة وثانية ، (وفي كل مرة يتوقع الولد). وعندما رزق الثالثة قرر أن يضعها عند حاوية القمامة ويتزوج. وقد كان ، فأخذها بالفعل تتلبط في دمائها ، ووضعها عند حاوية القمامة ، والكلاب تعوي بضراوة. فأشفقت الأم على رضيعتها! وقامت بسرعة مذهلة رغم ضعفها وتهالكها ، وانتشلت ابنتها في رحمة وحنان ، غير عابئةٍ بالأب القاسي الذي انتزعتِ الرحمة من قلبه. أما هو فتزوج من أخرى ، ورزق منها ثلاثة أولاد. وشاء الله أن تموت الزوجه الأولى وابنتاها الأوليان في حادث. بينما نجتِ الثالثة: (رضيعة الحاوية). وتمر الأيام والسنون ، ويذوق الأب الهوان على أيدي الأبناء الثلاثة. وأشفقتْ رضيعة الحاوية على أبيها ، وأخذته ليعيش معها بعد استئذان زوجها الذي لم يُمانع ، بل اعتبر صهره كأبيه. فلقد كان زوجها صالحاً ورعاً. وعاش الشيبة أسعد أيامه في المشيب في بيت ابنته ، التي كان يريد التخلص منها يوماً عندما رماها للكلاب والقطط ، مكلما تذكّر موقفه هذا يبكي وينتحب. فسألته ابنته: هل قصّرتُ وزوجي في حقك حتى تبكي هكذا يا أبتاه؟ هل يزعجك الأولاد الصغار؟ فقال: لا. فسألتْ: ففيم بكاؤك إذن بهذه الطريقة؟ فأبى أ

© 2024 - موقع الشعر