الوحدة بر الأمان! (تجاذبتْ مجموعة من الفتيات العربيات أطراف الحديث حولَ البادية والحاضرة. وأخذ كل فريق يُدلي بدَلوه ، ويقرع الحجة بالحجة ، ويضرب الرأي بالرأي ، ويحاول إفحام الخصم بكل وسيلةٍ ممكنة. فحاول فريق البادية الانتصار لما في البادية من قيم ومبادئ وعادات وتقاليد وأعراف عربية أصيلة. ولكن كان ذلك على حساب رفض الحضارة والرقي والعمران والتقدم بصورة مطلقة. بينما حاول فريق المدينة الانتصار للعمران والرقي والتقنية. ولكن غلب ذلك الفريق القبول بما جاءت به الحضارة من الانحطاط والسفول والسقوط ، باعتبار ذلك انعكاساً وإفرازاً لتلك الحضارة وجزءاً لا يتجزأ منها. ثم دارت رحى الحرب بين الفريقين بين مدٍ وجزر حتى جاءت فتاة موفقة للتوسط بين الفريقين بمبادرة مبدعة وحل وسط يتمحور حول قبول كل خير في البادية وكل خير في الحضارة ، شريطة أن تقرّ الشريعة الربانية ذلك الخير. وذلك في محاولة لإعمار الأرض وفق المنهج الرباني كتاباً وسُنة فيكون الدين منهج حياة وتكون الحضارة خادماً له.)

© 2024 - موقع الشعر