بيارق النصر رفي فوق وادينا - وليد الأعظمي

ما بين غمضة عين وانتباهتها
الله قد صير السجان مسجونا

وزمجرت سور القرآن صارخة
فرددت بعدها الآفاق آمينا

ورفرفت راية الإسلام عالية
تطوف من حولها أطياف ماضينا

نصارع الكفر أيا كان مبعثه
ولا نقلد مشبوها ولينينا

وإنما نحن جند الله قد رصيت
نفوسنا برسول الله هادينا

نطيعه ونحامي عن شريعته
ليعرف الناس شيئا من مبادينا

نرى الحياة حياة في عقيدتنا
وما سواها فزقوما وغسلينا

يا من وضعتم قوانينا لأنفسكم
نحن اتخذنا كتاب الله قانونا

الله أنزله بالحق يرشدنا
إلى السعادة في شتى مرامينا

آياته بالهدى والعدل قد نطقت
تضفي على الحق إيضاحاوتبيينا

ضل الذي يهجر القرآن مجتديا
منهاجه بغرور من أعادينا

لسنا نريد دساتيرا مرقعة
فشرعة الله تكفينا وترضينا

يا سيد الرسل قد خبنا بتجربة
نمنا زمانا فضيعنا فلسطينا

وقد أحاطت بنا سود الخطوب كما
أضحى التنائي بديلا من تدانينا

وناب عن طيب لقيانا تجافينا
والشرق والغرب بالأفكار يرمينا

حتى أفقنا وقد صحت عزائمنا
لننشد الحق والأخلاق والدينا

واليوم عادت لنا البشرى وقد سطعت
أمجادنا وصعدنا في مراقينا

تهزنا ذكريات المجد دافقة
حتى نعود كما كنا عناوينا

هذي جيوش الهدى تدوي مجلجلة
تهتز مرعوبة منها أعادينا

تقدمت ولواء النصر منتشر
فوق السماكين رمزا عن معالينا

الحق يدفعها حتى تعيد لنا
بالعز ثانية بدرا وحطينا

سارت وللثأر نيران مؤججة
باتت تحاكي شظاياها البراكينا

في بأسها من صلاح الدين شدته
به تدير على الكفر الطواحينا

ترنوا إلى المسجد الأقصى تفرسه
عزائم كاللظى للثأر تحدونا

نرد كيد العدى في نحرهم ولنا
حق بأن نجعل الدنيا قرابينا

حتى نعيد إلى الإسلام هيبته
ونجعل الحق مرفوع اللوافينا

ونرجع القبة الشماء ضاحكة
ونملأ القدس ريحانا ونسرينا

© 2024 - موقع الشعر