اعترافات شعرية - خالد قاسم

أنا ليسَ لي في الليلِ إلّا
نصفهُ – نصف المساءْ –
وجموح أمنيةٍ
يُقَيّدُها الرجاءْ
لم تَتَضِحْ رؤيايَ للأشياءِ
إلا عندما
أزهو على طيفِ الخفاءْ
أنا لن أكونَ كشاعرٍ
حَاكَ الغموضَ عباءةً
ليقولَ للقرّاءِ ما معنى الشتاء !
أنا ليس ليْ إلا عيون التائهينَ
على وجوهِ المتعبينَ الأشقياءْ
لم تَبْكِ عيني عند حزني
إنّما نبضي بكاءِ
جوعُ اليتامى
دائمًا خبزٌ وماءْ
لكنَّ جوعَ المُتْرَفينَ ببلدتي
قُبَلُ النساءْ
مطرُ الحنينِ على دروبِ بعادنا
لم ينمُ فيها الآنَ أظلالُ اللقاء
وطنٌ يباعدني فأحضِنُ طيفهُ
رئتاهُ في صدري ويمنعني الهواءْ !
أنا لي غرورُ الأرضِ يسري في دمي
لكنّني فيَّ انْكسارُ الأوفياءْ
أقدامُ ترحالي برأسِ مسيرتي
دومًا تُذكّرني بأنَّ الأرضَ
تبقى تحت أقدام السماءْ
لي وثبةُ التحليقِ في أسْرِ الأمانيَ
فوق يأسي
دون كبرِ أو وضَاءْ
أنا ما انْحنيتُ مسافةً
لكنَّ روحيَ في انْحناءْ
دَقَّ الصباحُ على جراحِ الليلِ
سالتْ فوقَ نافذتي
مياهُ الصمتِ تحجبُ نظْرتي
عن كلِّ شئٍ أحتويهِ ويحتويني لوعةً
لا يسكنُ الأشياءَ قلبي إنّما
هذا المدى سكنَ الفؤادَ كأنّما
قلبي فضاءْ
أدفأتُ من شمسي برودةَ عالمي
لا شمسَ لي إلا ويغسلها النقاءْ
© 2024 - موقع الشعر