القَسَمَةِ وَالنَّصِيبِ - سهر الراشد

٤ ديسمبر : ٢٠١٤ - ١٢:٣٩ص
--------------
 
أَأَكُونُ سَمَكَةٌ فِي بَحْرُكَ الصَّاخِبُ.
اِضْغَطْ ذَاتِي متخليةً عَنْهَا مِنْ أَجْلِكَ
يَا وَجَعِي اليَوْمِيُّ
يَا سِحْرًا شَرْقِيًّا
يَا مَنْ أَرتَحِلُ مَعَهُ رَغْمًا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ
يَا سَفِينَتِي المبحرة دُونَ شِرَاعٍ
يَا مِجْدَافِي
يَا حُلْمِي الشَّامِخُ فَوْقَ هَشيِسِ العُيُونُ
تَغْضَبُ مُنَى
تُحِبُّنِي
تُعَاتِبُنِي
تَقْبَلُنِي
تَنْثُرُنِي فِي وَجْهِ الرِّيحِ
سَأَظَلُّ أُحِبُّكَ
.....
كُنْتُ أَبْحَثُ عَنْ ذَاتِي مِنْ زَاوِيَةٍ أُخْرَى
وَشَاءَتْ الأَقْدَارُ أَنْ يَجْمَعَنَا اللهُ سوياً
لَمْ أَلْتَفِتْ لِوَجْهِكَ أَبَدًا وَلَا أَهْتَمُّ بِالجَمَالِ
فَأَنَا بُوذِيَّةٌ مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ
أَصْدَقُكَ القَوْلُ
أَنْتَ فَقَطْ مَنْ نَخَرَ عِظَامَ جُمْجُمَتِي
عَطْفُكَ
شَهَامَتُك
اِبْتِسَامَتُكَ
كُلُّ تِلْكَ الأُمُورِ تُضِيءُ فِيكَ
فَتَجْعَلُنِي أَتُوهُ بِسِحْرِكَ أَكْثَرَ
....
اِنْطَلَقْتّ كَالجَمْرَةِ مِنْ تَحْتِ الرَّمَادِ
وَاعَدَتْ صِيَاغَةُ حَيَاتِي مِنْ جَدِيد
حَبِيبِي
أَقْسِمُ أَنَّك تَفُوقُ رِجَالَ الكَوْنِ إِحْسَاسًا
وَأَنَّك تَتَرَبَّعُ فَوْقَ عَرْش قَلْبِيٍّ
كَمَلَكٍ مُتَوَّجٌ
عَيْنَاكَ تَسْحَرُنِي
وَكُنْتَ أَخْشَى هَذَا الجُنُونَ
.....
أَخَذْتُ كُلَّ شَيْءٍ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ
بِعَفَوِيَّةِ قَدْرِيَّةَ تَحْتَ مُسَمَّى
"القَسَمَةِ وَالنَّصِيبِ"
مُذَكِّرَاتي مُختَزِنةٌ دَاخِلَ عَقلِي لَا أَكْشِفُهَا لِأَحَدٍ، حَتَّى اِنْفَجَرْتُ دَاخِلِيًّا
وَأَصَبْتُ بِنَزِيفٍ حَادٍّ
لَا أَسْتَطِيعُ مَعَهُ أَنْ أُمْسِكَ بِدَايَاتِي
مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً
....
عَقْلَانِيَّتُكَ تُهَاجِمُنِي لَيْلُ نَهَارٍ
تَقْتُلُنِي فِي اليَوْمِ العَادِيُّ بِسَكَاكِينَ حَادَّةٍ
تُلْعَنُ مَسَامَاتُ جَسَدِي
وَتَطْرُدُنِي حَيْثُ أَنَا أُلَانُ وَحِيدةً
اِسْتَمَعَ إِلَى أُغْنِيَّةٍ لَا أَعِي لُغَتُهَا
وَسِيجَارَةٌ ذَاتَ رَائِحَةٌ مُزْعِجَةٌ
أَكْتُمُ أَنْفَاسَي بِأَعْصَابِ حَيَوَانٍ أُسْطُورِيٍّ
وَأُجَرِّعُ مِنْ كُوبٍ لَا أَعْرِفُ مَذَاقَهُ أَوْ مَاهِيَّتَهُ
.....
تَقَاطُعَاتٌ كَثِيرَةٌ تملاء المَكَانُ
تَتَأَزَّمُ جَمِيعُ المَرَاحِلِ وَالفَوَاصِلِ
وَلَا زِلْتُ أَقِفُ بَيْنَ نَاصِيَةِ دِفْئِكَ
وَلَهِيبُ صَقِيعُكَ .
© 2024 - موقع الشعر