تعالوا لنزرع الزهر

لـ ماجد الراوي، ، في غير مُحدد، 802، آخر تحديث

تعالوا لنزرع الزهر - ماجد الراوي

يا أخي في مرابعِ العالمَ الرَّحْبِ
أَعِنّي لكي نُذِلَّ الصِّعابا
كُلُّنا من جِبِلَّةِ التُرْبِ والماءِ
كُهولاً وفتيةً وشَبابا
فتعالوا نَشُدّ كَفّاً بكَفٍّ
نقهر الظُلْمَ والأسى والعَذابا
 
ونكُفّ الظلام عن كُلِّ رَبْعٍ
حامَ فيه طيرُ الأسى أسرابا
يا بني الأرضِ أنتمُ أهْلُ ودّي
وتُراباً كُنّا ونُمسي تُرابا
فلِماذا نُحوّلُ الصُّبْحَ ليْلاً
ولماذا نُبدّلُ الشَّهْدَ صابا
كم جَعَلْنا من الغُصونِ رماحاً
وصنَعْنا من الحديدِ حِرابا
وتركنا العُقولَ تصنعُ موتاً
يتركُ المُدْنَ والبلادَ خَرابا
فلو انا نُسَخّر العقْلَ للخير
ونبغي إلى العُلا أسْبابا
فتعالوا كي نزرعَ الزّهْرَ في المُدْنِ
ونبني لطُهْرِنا مِحْرابا
راقبوا النَهْرَ كيف يركُضُ في الأرضِ
ليُهدي لنا المياهَ العِذابا
 
راقبوا الشمسَ أسْعَدَتْنا بنورٍ
وأرَتْنا شُروقَها والغِيابا
لاحظوا الطيْرَ كيف ينشدُ لحناً
ليس يبغي شكراً لهُ أو ثوابا
حين يبكي السحابُ من فُرْقَةِ البَحْرِ
ويهدي الحَيا نحبّ السَّحابا
هو جازَ الأُفْقَ البعيدَ ليهْمي
رَشَقَاتٍ قد أنْبَتَتْ أعْشابا
فتعالوا نُقَلِّد السُّحْبَ في الجُودِ
لنمسي في ذي الدُّنى أحبابا
وتعالوا لكي نكفَّ ظَلاماً
خَلْفَهُ الفجْرُ ذو المحاسِنِ غابا
زارعُ الشوكِ سوفَ يحصدُ شوكاً
وأخو الزَّهْر يجمعُ الأطيابا
إزرعوا الخَيْرَ تحصدوا الخيرَ زهراً
في أكُفِّ الزُرَّاعِ فاحَ وطابا
 
يا أخي يا أخي بكُلِّ مكانٍ
إطلُبِ المجْدَ والتَمِسْ منهُ بابا
إنَّ هذي الحياةَ تعشقُ من يبغي
وُثوباً بها فكُنْ وثّابا
ضاعِفِ السعْيَ والطموحَ مراراً
فالكسولُ الخَمولُ ضاعَ وخابا
واسْتَعِنْ بالإلهِ واتركْ سِواهُ
والْبَسِ الصبْرَ والتُّقى جلبابا
© 2024 - موقع الشعر