مكالمة مختصرة - ماجد الراوي

إن رَنَّمَتْ في اللَّيلِ نَغْمَةُ هاتفٍ
وأبو عُبيدٍ راحَ يهذي ساعَهْ

فالحلُّ عندي أن أُحَطِّمَ هاتفي
وألملم الأسلاك والسِمَّاعَهْ

فكأنَّه يَخشى التَكَلُّمَ يَنتهي
أو بَعْدَ هاتفِهِ تقومُ الساعَهْ

فيطيلُ في سَرْدِ الحديثِ تَشوُّقاً
ويَظُنُّ عندي للهُراءِ مناعه

أأبا عُبيدٍ يا عزيزُ رَويْتَ لي
بالخَطْفِ خَلْفاً قِصةً ببراعَهْ

ولقد أطَرْتَ النَّومَ من عَيْني ولمْ
أرْقُدْ كأنّي مُبصِرٌ فَزَّاعَهْ

أفرَغْتَ قاموسَ الصِّحاحِ بمسمعي
ما عادَ عندي باللُّغاتِ قَناعَهْ

أحبَبْتُ إنسانَ الكُهوفِ لأنَّهُ
عَبْرَ الإشارةِ يشتكي أوْجاعَهْ

وكَرِهْتُ أصحابَ المَجازِ وإنْ سَمَوا
لمُجاشِعٍ أو سُلْسِلُوا لقُضاعَهْ

ان كان قولك فضة فالصمت من
ذهب فأخف الفضة اللماعه

أأبا عُبَيدٍ مِنكَ جاءَتْ صرخَةٌ
كادتْ تُمَزِّقُ مَسْمَعي والقاعَهْ

سأفُكُّ أُذني أبتغي إصلاحَها
أو أشتري أُذُناً تكونُ صِناعَهْ

صَنَعوا الهواتِفَ كي تُلَبيَ حاجَةً
لا كي نُرَكِّبَ وَسْطَهُنَّ إذاعَهْ

مناسبة القصيدة

يتخذ بعض الأشخاص من الهاتف وسيلة للتسلية وإضاعة الوقت و ( أبو عبيد ) الذي تصفه هذه القصيدة كلما شعر بالفراغ أو الملل اتصل بصديق له وجاد عليه بأقاصيصه التي لاتنتهي دون أن يقدر ظرف الشخص المقابل ماجد الراوي نقلا عن صحيفة الفرات ومن ديوان الوشاح
© 2024 - موقع الشعر