صاحب المواهب العديدة - ماجد الراوي

إذا ذكروا الحسابَ يقولُ إنّي
حَلَلْتُ مسائلا فيه عنيده

وإنْ ذكروا الرياضةَ قالَ إنّي
سَبَقْتُ غزالةَ البيدِ الشريده

وإنْ مَدَحوا الغناءَ أفادَ : تطغى
على ( زريابَ ) ألحاني الجديده

وفي الأشعارِ كمْ باهى فحولاً
فَخَرُّوا سُجّداً دونَ القصيده

وما ذكروا فتىً إلاّ تصدّى
وقالَ : صداقتي معهُ فريده

فإنْ مدحوا شهيراً قالَ : هذا
خليلي إنَّ صُحبَتَنا وطيده

أشَرْتُ لبعضِ أصحابي بأنّي
سأصْنعُ في الغداةِ لهُ مكيده

أخذت صحيفة وضعت بقربي
منمقة وأحرفها نضيده

فرحنا بالمقص نقص منها
أسامي دون تعيين عديده

وأغْمضنا العيونَ وقد سَحبنا
له إسْمَيْنِ منها كي نَصيدَه

فكانَ السَّحبُ أوَّلُهُ ( عميرٌ )
و( عمرٌو ) كان نسبته المفيده

سألْنا مَنْ عُميرٌ إبنُ عَمروٍ ؟
فقالَ : فتىً شمائله حميده

صديقي لا أُفارقهُ لَعَمْري
ولا أنسى مَوَدَّتنا الشديده

صديقي كيفَ لاح لكمْ فقُلنا :
قَصَصْناهُ إليكَ من الجريده

مناسبة القصيدة

شعر ماجد الراوي من ديوانه المطبوع ( الوشاح ) يحب بعض الناس أن يظهروا ضليعين في كل شئ فهم فلاسفة وعرافون وأطباء ورياضيون وللشاعر صديق من هذا النوع وكان اضافة لذلك كلما ذكروا شخصا شهيرا ادعى أنه يعرفه واذا مدحوا فنانا معروفا قال أنه صاحبه ولهذا ابتكر الشاعر طريقة لكشف ادعاءاته وطبقها عليه مازحا كما تبين هذه القصيدة
© 2024 - موقع الشعر