البتراء

لـ ماجد الراوي، ، في غير مُحدد، 725، آخر تحديث

البتراء - ماجد الراوي

إلى البتراء سار فتىً مشوقُ
ُهواهُ حيث ينعطف الطريقُ
----------------------------------
وأقبل نحوها يسعى اليها
بشوق كالغمام له بروق
-------------------------------------
أوابدُ هَلَّت الأقمارُ منها
وفيها المجد كان له شروقُ
----------------------------------------
وآثار تحاكي غمد سيف
وقد وشاه فنان أنيق
------------------------------------------
جبالٌ نحوها ينشدُّ طرفي
فيشخصُ دونه الماضي العريقُ
-------------------------------------
صدوعٌ في الجبال صنعن مجدا
يحاكي مجد روما أو يفوقُ
----------------------------------
صروحٌ قد شققن الصخر شقّا
وكل دروبها فيهن ضيقُ
------------------------------------------------
دروبٌ ليس تلفحها شموسٌ
ولا فيها النجوم لها بريقُ
--------------------------------------------------
ومن خلف الصدوع هناك قصر
ٌومحكمةٌ وضوضاءٌ وسوقُ
---------------------------------------------------
وأموات يجسدهم شعوري
بحارات شوارعها شقوقً
---------------------------------------------------
يلمُّ الصدعً شقيهِ عليهم
فأخشى أن يغولَهمو المضيق
------------------------------------------
فأصرخ خائفا فيروح صوتي
وفي أعلى الجبال له شهيقُ
-------------------------------------------------
هجوعٌ كلهم لكنْ خيالي
يناديهم أيا قوم استفيقوا
---------------------------------------------------
فإن ناديتهم نهضوا قياماً
وعاد لناظري الزمنُ السحيقُ
---------------------------------------------------
وقفتُ بمنزل الأنباط أتلو
قصائد معجبٍ بهمو تُليقُ
---------------------------------------------------
أراهم ماثلين أمام عيني
وهذا الرسم راوية صدوقُ
--------------------------------------------------
قرأتُ على الصفا منه بيانا
وألواحا بها الخبر الوثيقُ
----------------------------------------------
فذا ملكٌ شديد البأس عاتٍ
أتى يسعى به جملٌ سبوقُ
-------------------------------------
وذلك شاعرٌ وهنا خطيبٌ
فصيحٌ ساحر المعنى طليقُ
---------------------------------------
أرى البتراء مرآة لديها
يسود المرء تفكيرٌ عميق
--------------------------------------------------
أراها وردة فاحت عبيرا
وقد ذبلت وما ذبل الرحيق
---------------------------------------------------
أراها نجمة في الأفق شعت
فأخفى وجهها غيم رقيق
-----------------------------------------------
-أراها شمعة نشرت سناها
فحملها الندى مالاتطيق
---------------------------------------------------
فيا ربع العلا ياحصن سلع
دعاني نحوك المجد العتيق

مناسبة القصيدة

من ديوان شموس القوافي ونقلا عن صحيفة المجد الاردنيةوقف الشاعر على آثار البتراء في الأردن فكتب القضيدة التالية
© 2024 - موقع الشعر