الطفيلة - سليمان المشيني

أيُّ حَسْناْ فريدةٍ وأصيلهْ
في جنوبِ الأردنِّ ثَمَّ نَزيلهْ

أيُّ حَسْناْ فريدةٍ وأصيلهْ
في جنوبِ الحِمى هناك نَزيلهْ

أيُّ آيٍ من الرُّواءِ وسِحْرٍ
وبهاءٍ تضمُّ تلك الخميلهْ

مَنْ تُرَى هذه البديعةُ حقّاً
والتي للذُّرى العواليْ سليلهْ

هلْ عَرفْتُمْ مَنْ قد عَنَيْتُ بِسُؤْلي؟
إنها بهجةُ القلوبِ الطّفيلهْ

باركَ الله ساحَها وحِماها
وحَباها تاجُ النّدى إكْليلهْ

أبَدَ الدّهْرِ في اخضرارٍ مُثيرٍ
رائعٍ والسّنا يجرُّ ذيولهْ

فكأنَّ الربيعَ فيها مقيمٌ
وخُطاهُ في حَوْضِها مَوْصولهْ

والعصافيرُ بالهوى تتغنّى
والسّواقي تُصْغي إليها خَجولهْ

وحُداءُ الرّعاةِ فوقَ الرّوابي
والشلايا تسيرُ غيرَ عَجولهْ

هزّها النايُ والغناءُ فسارتْ
للمروجِ الفِساحِ جَذْلى كَسولهْ

كلُّ ما فيها شيِّق وبهيٌّ
بورِكَتْ بيئةً وأرضاً ظليلهْ

هيَ والبدرُ في لقاءٍ حميمٍ
والروابي تشاهدُ التّعْليلهْ

فيها يحلو الحديثُ فوق سطوحٍ
والسّكونُ الشّجيُّ يُرْخي سُدولهْ

ليلةٌ بِتُّ فيها كأنّيْ
كنتُ أحْيا في جنّةٍ مجهولهْ

فَكُرومُ الزّيتونِ مَلأى دوالي
والعناقيدُ كاللآلي الجميلهْ

"عِنْبُها" رائعٌ كَشَهْدٍ مُصَفَّى
لستَ تلْقى أنّى مَضَيْتَ مثيلهْ

زيتُها طابَ لَوْناً وَطَعْماً
خيْرُ شافٍ إلى الجُسوم العليلهْ

ذاتُ ماضٍ مُخَلَّدٍ ومَجيدٍ
حافلٍ بالفِدى وأسْمى بُطولهْ

مُنْتَهى الكِبْرياء لمْ تُحْنِ رأساً
مُنْذُ كانتْ عَصِيَّةٌ مُسْتحيلهْ

لِعُلاها كَمْ قدَّمَتْ مِنْ شهيدٍ
بذلوا الرّوحَ كي تظلَّ جليلهْ

صَفحاتٌ من الكفاحِ وِضاءٌ
ونفوسٌ في البذْلِ ليستْ بخيلهْ

فَثَراها مُخَضَّبٌ بِنَجيعٍ
من أسودٍ هُمْ في الفدى أُمْثولهْ

وكُماةٍ .. حتّى تظلَّ بعزٍّ
وعلاءٍ سيوفُهمْ مسلولهْ

لفلسطينَ قدَّمَتْ خيْرَ صيْدٍ
عطّرَتْها دِماهُمُ المطْلولهْ

بورِكَتْ للعُلى تسيرُ بِعزْمٍ
بشباب رمْزِ الوفا والرّجولهْ

فَلْتَعِشْ قِبْلَةَ العيونِ وتبقى
دارةَ العزِّ والشّموخِ .. الطّفيلهْ

© 2024 - موقع الشعر