سمـت بـروحـي - مانع سعيد العتيبه

سمت بروحي أناشيد وألحان
إلى هواك وللأرواح أذان

كأن صوتك طير الجنة انبعثت
منه الأغاريد فالأنغام ألوان

يهز همسك قلبي حين أسمعه
كما يهز أديم الأرض بركان

فأستجير بصمت لا تطاق له
عند الحيارى من العشاق نيران

فيشرح الصمت ما أخفيه من وله
وكيف يخفي أنين الشوق ولهان

وقد كتمت الهوى بالأمس محتملا
هم التنائي وفي عيني أحزان

فما استطاع التنائي أن يغيرني
ولم يبدل شعور الوجد وجدان

وعشت أنكر ما قلبي يؤكده
إذا اجتمعنا ولم يخدعك نكران

وكنت أهرب من عينيك ملتجئا
إلى عيون لها حسن وإحسان

وأدعي أنها في الشعر ملهمتي
ما كان لي دونها في الحب ديوان

وحينما صدق العشاق ما زعمت
قصائدي في الهوى وارتاح ندمان

رأيت عينيك تجتاحان أقنعتي
كمن تقولان : هذا الزعم بهتان

نعم أحبك ألقيها مدوية
وكيف يحبس صوت هيمان

وإن حبك يجري في العروق دما
وهل بغير دم قد عاش إنسان

فلنظهر اليوم ما أخفت ضمائرنا
ما عاد ينفعنا نفي وكتمان

ولنعلن الحب إن الحب ذا قدر
وقد يعيد صفاء النفس إعلان

فما تبقى لنا إلا الهوى أملا
وما لنا دونه قدر ولا شان

من غير حبي ستبقى ظامئا وأنا
إلى هواك مدى الأيام ظمآن

وهكذا الحب بحر لا حدود له
وليس فيه لمن يغشاه شطآن

ولا مفر لنا من رحلة عصفت
فيها الرياح وموج البحر طوفان

تعال إن النوى أشقى منازلنا
فما لها بعدنا في الأرض عنوان

هذي المنازل تشكو هجر ساكنها
وتستغيث من الأشواق جدران

ولو عدلت لما أرقت أعيننا
وما اشتكى من ظلام الليل سهران

ولست أول جاروا ومن ظلموا
ولست آخر من قاسوا ومن عانوا

ورغم ظلمك لي يا تاج مملكتي
فأنت عند الهوى للعدل ميزان

© 2024 - موقع الشعر