اليقظة

لـ فدوى طوقان، ، في غير مُحدد

اليقظة - فدوى طوقان

أيها الشرق، اي نور جديد
لاح في عمته الليالي السود

لف شمّ الجبال والسهل والحَزْنَ، وهام الربى ورمل البيد
وإذا أنت يفتح النور عينيك، فتصحو على الضياء الوليد

وتمطيت من طويل خمودٍ ومسحت الجفون بعد هجود
وتطلعت في حماك، حمى الأمجاد، ربع العروبة الممدود

عجباً! أين أين ما وطّدوه
من صروح شمٍ وملك عتيد

وتلمست يا أبا الصيد فيه
أوجه الغرّ من بنيك الصيد

الميامين من بواقي "المثنى"
و"المعنّي" في فيلق "ابن الوليد"

تتساقى الحتوف دون حماها
وتهزُّ السيوف تحت البنود

وإذا أنت لا ترى غير عانٍ
وطليحٍ مجرّحٍ، وشهيد

البنون البنون صرعى الرزايا
يا لقلب الأبوّة المفؤود!

يا لها الله صرخةً منك دوّت
في شعبا وأغورٍ ونجود

يا لها صرخةً أهابت فأحيت
عزماتٍ وطوَّحت بقيود

نفخت في بنيك، فانطلق المعاني، وهب الكابي، وحيّ المودي
وتداعوا من ها هنا وهنا، وانتظموا تحت بندك المعقود

ما تراهم تسايلوا بين عينيك خفاقاً، من قاحم ونجيد
نفروا نفرة الأبي وقد ضيم، وهبوا بعزمه المشدود

بعث الهامدون، آمنت بالبعث، بآيات يومه المشهود!
يا بني الشرق، يّمن الله يوماً

قمتم فيه من هوان القعود
أنتم الطيبون، صيّابة العرب، حماة الحمى، بقايا الجدود

هو ذا العيد أقبل اليوم محدوّاً بروح في بردتيه جديد
فيه شيء من اعتزاز قديم

عرفته له خوالي العهود
يوم للعرب مقعد في النجوم الزهر، يزهو بركنه الموطود

في فؤاد القدس الجريح اهتزاز
لكم رغم جدّه المنكود

أنثنى، موجعاً على الجرح يشدو
ويحيي أفراحكم في العيد

قام يزجي لكم عذاري القوافي
راقصات موقّعات النشيد

قدّس الشعر، إنما الشعر أنّات شقيّ أو أغنيات سعيد!
© 2024 - موقع الشعر