جناح... وجذور - رضوان الحزواني

جناح... وجذور
 
 
تهيأت لي فرصة عمل مغرية خارج القطر...
 
 
أزْهَرَ البؤسُ في جفونِ الرَّمادِ؟
 
أمْ صَحا الجمْرُ في شِغافِ الفؤادِ؟
 
أمْ هِيَ الرّيحُ أومَأتْ لِسفيني
 
بعدَ طولِ النَّوى ومُرُّ العِنادِ؟
 
لِمَ لا أنشرُ الشِّراعَ وأرْتادُ
 
-تخومَ الثَّراءِ مِثل العِبادِ؟
 
حَسْبُ هذا الرغيفِ يمعِنُ في الكبرِ
 
-إذا ما بسطْتُ كفَّ وِدادِ
 
لِمَ لا أنْشُرُ الشِّراعَ وأطْوي
 
زَفَراتي على شِفارِ السُّهادِ
 
وجَعُ القِرْشِ- يا دياجيرُ- أزْرَى
 
بشُموعي وأحْرفي ومِدادي
 
آنَ أنْ تَرْقُصَ الأمانيُّ جَذْلى
 
أنْ يفيضَ النَّدى على أوْرادي
 
أنْ تطوفَ النجومُ حوْلَ صِغاري
 
أنْ يُغَنُّوا مَباهِجَ الأعْيادِ
 
فامْسَحي الهُدْبَ يا حبيبةَ عُمْري
 
وتمنَّيْ علَيَّ مثلَ "اعتمادِ"
 
وتغنَّيْ وَسائِليني الأمَاني
 
فَلَعَلِّي أَحْكي "بَني عَبّادِ"
 
في مَحَارِ الخليجِ يبْسمُ وعْدٌ
 
وقَنَاطيرُ لُؤْلُؤٍ وَقّادِ
 
 
فَأَعِدّي حَقائبي لا تُضيِعي
 
فُرْصَتي بَيْن حَنْظلٍ وَقَتادِ
 
***
صَرَخَتْ أدْمُعُ القناديلِ حَرّى:
 
يا خِداعَ السّرابِ فَوْقَ البوادي
 
يا عَذاباتِ صَالحٍ في ثَمُودٍ
 
يا ضَياعَ الأحْلامِ فِي قَوْمِ عَادِ
 
لَنْ يكونَ "البترولُ" شَهْداً، فَدَعْنا
 
بَيْنَ نَهرٍ جَرى وَضَمّةِ وادِ
 
كِسْرةٌ ههُنا ألَذُّ وَأشْهى
 
مِنْ رغيفٍ مُنَعَّمٍ في شِرادِ
 
ورذاذٌ مِنَ النَّواعِيْرِ أحْلى
 
مِنْ عطورِ الدُّنيا ومَاءِ الغَوادي
 
يا قُلوباً سقيْتُها منْ نَدَى العاصِي
 
-صَبُوحاً وَمِنْ غَبُوقِ فُؤادي
 
يا مِهاراً تَهْوى المجرّاتِ تَعدو
 
"في غُبَارِ الآباءِ والأجدادِ"
 
ليْسَ عَنْ جَفْوةٍ أَمُدُّ جَنَاحي
 
لا، ولا مِلْتُ عنْ طريقِ الرَّشَادِ
 
شَهِدَ اللهُ ما تَبَدَّلَ حُبيّ
 
لِمَلاهي الصِّبا وَأُنْسِ النَّوادِي
 
ولئنْ كانَ ربْعُ مَيَّةَ داري
 
فَالنَّواعيرُ رِيُّ قلبي وزادي
 
ساعةٌ قُرْبَها ترشُّ مُحَيّايَ
 
-كأنّي في جَنّة الميعادِ
 
لَهْيَ أشهى –واللهِ- مِنْ ذَهَبِ
 
الأرضِ وَأغْلى منْ أنْجُدٍ وَوِهَادِ
 
بَلَدي، يا حماةُ، يا آيةَ التَّاريخِ
 
-يا سِفْرَ عِزّةٍ... وَجهادِ
 
 
يا لحونَ السُّيوفِ أنشَدَهَا الْمجدُ
 
-فَأصْغَى الزَّمانُ للإنْشادِ
 
بَلَدي يا مَزاهِرَ الشِّعْر وَالحُبِّ
 
-ويا نُزْهَةَ الظِّباءِ الهوادي
 
يا انسفاحَ العبيرِ منْ شَفَةِ الزَّهْرِ
 
ويا قَطْرَ كَوْثَرٍ للصّادِ
 
يا ضفافَ الرُّؤَى تَرِقُّ لوَجْدِي
 
وشُجوني وغَفْوَتي وسُهَادِي
 
لا، وَعَيْنَيْكِ يا مَدينةَ أحْلامي
 
على الضّيقِ ما صَرَفْتُ وِدادي
 
إنْ تَضيقِي فلسْتُ أوّلَ صَبٍّ
 
ذاقَ هِجْرانَ زينبٍ وَسُعَادِ
 
قدْ يكونُ الصُّدودُ مُتْعَةَ قَلْبٍ
 
والتباريحُ غايةَ الإسعادِ
 
 
لنْ أُجَافيكِ، بَلْ سَأبقى أُرَوّي
 
فلذاتِ القلوبِ وَالأكْبادِ
 
لنْ يريَم الجناحُ عنْكِ وَهَذا
 
ريْشُهُ مِنْكِ، يا لَبيضِ الأيادي!
 
أنا ذاك الصَّفْصافُ مَدَّ جُذوراً
 
في ثَرى ضَفّةٍ وَأضْلعِ وادِ
 
وأمانيَّ إنْ تَعِزَّ الأماني
 
أنْ تَضُمّي الرُّفاتَ بعْدَ الرُّقَادِ
© 2024 - موقع الشعر